للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مدخل]

شهد القرن الخامس في الجانب السياسي ضعفا وتفرقا بين المسلمين على وجه العموم؛ وإن كان هناك بعض مواطن القوة والعزة والانتصارات في خلال هذا القرن، فالغزنويون والسلاجقة في الشرق، والفاطميون في المغرب ومصر والشام، والبويهيون في العراق وما جاورها. وقد تمزقت الدولة الإسلامية إلى دويلات ضعيفة متناحرة، ولم يبق للخليفة العباسي من الخلافة إلا الاسم فقط (١) .

وكم ساق المؤرخون من حوادث تدل على انتشار الفوضى وعدم الثقة بين تلك الدويلات، وانعدام الأمن في مراحل كثيرة من هذا القرن في الدويلة الواحدة نفسها.

كما ساقوا أخباراً كثيرة من الفتن التي وقعت بين السنة والشيعة على امتداد هذا القرن الهجري (٢) .

ومما لا شك فيه أن لهذه القلاقل والفتن وضعف الخلافة تأثيراً قوياً في سير النهضة العلمية في البلاد الإسلامية في هذا القرن.

ومع ذلك فقد سجل هذا القرن ازدهاراً جيداً في الحركة العلمية، وسوف أشير إلى عناصر تدل بوضوح على سير الحركة العلمية في هذا القرن في مجال السنة النبوية من خلال ما يأتي:


(١) انظر: ظهر الإسلام (١/٥٠ ـ ٩٣) .
(٢) انظر في ذلك: البداية والنهاية لابن كثير (١٥/٥٣٢ ـ ١٦/٢٠٠) .

<<  <   >  >>