للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الذات، في سبيل لم شعث المسلمين وجمع كلمتهم حول آيات القرآن الكريم البينات.

فنزل الحق عن نصابه، ورفل الباطل المزيف، في ثيابه، وضاعت الأمانة وانتشرت الخيانة، وتفرقت كلمة المسلمين بعد اجتماعها، فتاه أكثرهم في بيداء الضلال، وانتشر فيهم الجهل، حتى لم يفرقوا بين حرام وحلال، فانفلت من أيديهم زمام القيادة، واصبحوا - إلا من رحم ربي منهم - تابعين فيما لا خير لهم فيه بعد أن كانوا متبوعين فيما فيه سعادة الدنيا والآخرة.

فسار الإسلام عن أكثر أهله، مشّرقاً لما ساروا عنه مغربّين وشتان بين مشرّق ومغرّب.

ومع ذلك، فلا تزال طائفة من أمة القرآن الكريم متمسكين به مهتدين بهديه لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم قائمين لله تعالى بأمره منتهين عن نهيه يهتدون بالقرآن الكريم وبه يعدلون (١) .

فعسى أن يتأسى بهم من خالفهم من المسلمين ويرجعوا إلى رشدهم بالعودة إلى القرآن الكريم والاهتداء بهديه القويم، فعندها سيرد الله تعالى لأمة الإسلام مكانتها العليا ويُعيدها إلى الخير، سيرتها الأولى.

والله تعالى المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل.


(١) كما ورد بذلك المعنى حديث قال فيه صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين" الحديث أخرجه البخاري ٩/٤١٤ ومسلم.

<<  <   >  >>