للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشرة كما ثبت في الحديث١.

فإتيان الكهان كذلك حرام، لأنه قد ثبت في الدين النهي عنه، والتحذير منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهناً، فصدقه بما يقول فقد برىء مما أنزل على محمد" ٢.

وقال صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً، فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" ٣. وقال معاوية بن الحكم السلمي للنبي صلى الله عليه وسلم: إن منا رجالاً يأتون الكهان؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "فلا تأتهم ... " ٤.

وقد بين الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه طريقة حصول الكهان والسحرة على بعض المغيبات بقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كالسلسلة على صفوان ٥ فإذا فُزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر، ووصف سفيان - أحد رواة الحديث - "وهو ابن عيينة كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ٣/٥٣٧" بيده، وفرَّج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض، فربما أدرك الشهاب المستمع قبل ان يرمي بها إلى صاحبه، وربما


١ وهو مخرج في بعض مصنفاتي, فانظر "صحيح الجامع الصغير وزيادته" "٤٩٦٧".
٢ رواه أحمد وأبو داود, وإسناده صحيح. انظر المصدر السابق "٥٨١٨".
٣ رواه مسلم. انظر المصدر السابق "٥٨١٦".
٤ رواه مسلم وغيره, وهو مخرج في "صحيح أبي داود" "٨٦٢".
٥ هو الصخر الأملس.

<<  <   >  >>