للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه مسائل:

الأولى "تفسير آية الجن" أي قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} معناه أن الرجل في الجاهلية كان إذا سافر فبات في مكان قفر استعاذ بكبير الجن من سفهاء قومه فلما رأى الجن ذلك زادوهم خوفا وذعرا

والشاهد من الآية أن هذا مما كانوا يفعلونه في الشرك قبل إسلامهم.

الثانية "كونه من الشرك" أي لأن الاستعاذة عبادة أمر الله بإخلاصها له فلما صرفوها إلى الجن صار ذلك شركا.

الثالثة "الاستدلال على ذلك بالحديث لأن العلماء يستدلون به على أن كلمات الله غير مخلوقة قالوا لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك" أي أن الإمام أحمد وغيره استدلوا بهذا الحديث على أن القرآن غير مخلوق لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى الاستعاذة به وذكر فضيلة ذلك ولو كان مخلوقا لم يرشد إلى ذلك ولم يأمر به لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.

الرابعة "فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره" أي لقوله: "لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك".

الخامسة "أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس من الشرك" أي أنهم إذا استعاذوا بكبير الجن سلموا من شرهم فهذه هي المنفعة ولكن مثل هذا لا يدل على جوازه وأنه ليس من الشرك بل يؤخذ ذلك من أدلة الشرع وهي قد دلت على أنه شرك فإن قدر أن فيه منفعة فهذا لا يبيحه لأن فيه من المفاسد أضعاف ذلك.

<<  <   >  >>