إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد، فإن كتاب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" كتاب نفيس يحمل في طياته الدرر والجواهر ولا يستنقذ منه الطالب ما فيه من الفوائد إلا بمساعد. وقد قيض الله له من يستخرج هذه الفوائد، فشرح عدة شروح كبار ومن أنفسها شرحه "تيسير العزيز الحميد" الذي ألفه حفيده الشيخ سليمان بن عبد الله – رحمهما الله تعالى – فكان هذا الشرح من غرائب الزمان الذي أفلت شمسه فصار هذا الكتاب مرجعا هاما لرواد هذا العلم ومنبرا عظيما لمؤمنين وشاهدا كبير على الكافرين، ثم أتى من بعده علامة زمانه ووحيد دهره المجدد الثاني لهذه الدعوة الشيخ عبد الرحمن بن حسن – رحمهما الله تعالى – في كتابه "فتح المجيد" فإنه سفر عظيم انتفع به الجم الغفير ومن شرح الله صدره للنور الواضح المبين ثم درج العلماء من بعدهم ما بيم مختصر وموضح ما خفي على الطالب من الأبواب فجزى الله الجميع خير الجزاء على ما بذلوه في خدمة دينهم ونصرة شريعته. وقد أتى من بعد هؤلاء من تلذذ بمحاكاتهم ودرس مناهجهم وسلك