للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صحتها، ودفع آفاتها، بطرق كلية، وقد وكل تفصيلها إلى العقل الصحيح، والفطرة السليمة بطريق القياس والتنبيه والإيماء، كما هو في كثير من مسائل فروع الفقه. ولا تكن ممن إذا جهل شيئا عاداه.

ولو رزق العبد تضلعاً من كتاب الله وسنة رسوله، وفهماً تاماً في النصوص ولوازمها لاستغنى بذلك عن كل كلام سواه، ولاستنبط جميع العلوم الصحيحة منه، فمدار العلوم كلها على معرفة الله وأمره وخلقه. وذلك مُسَلَّمٌ إلى الرسل صلوات الله عليهم وسلامه: فهم أعلم الخلق بالله وأمره وخلقه، وحكمته في خلقه وأمره. (١)

وقد طلب مني القائمون على هذه الندوة المباركة جزاهم الله خيراً، الكتابة في موضوع يتعلق بالإعجاز العلمي أو الطبي، فاخترت موضوع الحبة السوداء لاهتمامي منذ ما يقرب من عشر سنوات بهذا الموضوع مع زملائي في القسم، وأخص منهم الدكتور باسل الشيخ، الذي كان له الفضل بعد الله بالعناية بالحبة السوداء في قسمنا. وبحوث الحبة السوداء على كثرتها (أكثر من مائة بحث) تعد قليلة في حق هذا العلاج العجيب، ولا نزال حتى الآن نجهل الكثير عن إمكانات هذه النبتة المباركة. وقد اخترت أن تكون الكتابة في الجانب العلمي مجملة ومبسطة لغرض تسهيل الفهم على العامة وغير المتخصصين.

وإن مما ينبغي الإشارة إليه أننا معشر الأطباء والباحثين المسلمين مقصرون في العناية بنصوص الشريعة المتعلقة بالطب. ولعل طرح مثل هذا


(١) الطب النبوي لابن القيم صفحة ٣٢٤ - ٣٢٥

<<  <   >  >>