[المبحث الثالث: هل للحبة السوداء آثار سلبية في الجسم؟ وما الجرعة القصوى التي يمكن أن يتحملها الجسم؟]
هذا السؤال كما يقال يطرح نفسه فإن الإنسان قبل أن يقدم على إدخال أي شيء إلى جوفه لابد أن يسأل نفسه هل لهذا المأكول أو المشروب أثار سلبية في الجسم. ويتردد بين كثير من الباحثين أن الإفراط في تناول الحبة السوداء يضر الجسم، وقد يكون هذا صحيحا في الجملة لأي غذاء أو دواء. ولكن ما الجرعة التي تعد الحد الأقصى لتحمل الجسم وتجاوزها يعني الوصول إلى حد الإفراط في تناول هذا الغذاء والدواء في الوقت نفسه؟.
وهنا لا بد من التمييز بين نوعين من التأثير السلبي للعلاج، النوع السريع (الحاد) وهو الذي يظهر عند تجاوز الجرعة القصوى لتحمل الجسم منه والنوع البطيء (المزمن) ويظهر بعد استعمال العلاج بجرعة متوسطة أو عادية فترة طويلة (أسابيع أو أشهر) . ونتناول أولا البحوث المتعلقة بالتأثير السلبي البطيء للحبة السوداء في الجسم، فعند دراسة الآثار السلبية لأي علاج ينظر الأطباء والباحثون إلى تأثير هذا الدواء في أعضاء معينة (خاصة الكبد والكلى) وكذلك على مستويات بعض المواد في الدم وبخاصة السكر وعلى إعداد كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية وغيرها. وهناك بحثان (١) أجريا على الحبة السوداء متعلقان بتأثيرها البطيء في حيوانات