للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التجارب، في أحدهما استخدمت بجرعة متوسطة مدة (١٢) أسبوع، وفي الآخر بجرعة عالية مدة أسبوعين، وفي كلا البحثين لم تحدث الحبة السوداء أي تغيرات في خلايا الكبد ولا في مستويات أنزيماته. وفي أحد هذين البحثين لم تحدث الحبة السوداء أي تأثير كذلك في خلايا الكلى والقلب والبنكرياس. وفي المقابل خفضت من مستويات السكر والدهون وكريات الدم البيضاء والصفائح الدموية. وقد خلص الباحثون من هاتين الدراستين إلى أن الحبة السوداء تعد من الأدوية الآمنة والخالية تقريبا من الآثار السلبية البطيئة حتى ولو استخدمت بجرعة متوسطة أو عالية لاتصل إلى حد التسمم. أما بالنسبة للجرعة التي تعد الحد الأقصى لتحمل الجسم، وهي ما يسمى بجرعة التسمم فهذا هو الجانب الآخر للتأثير السلبي وهو السريع أو الحاد، فقد وجد الباحثون (١) أن الجرعة القصوى التي يمكن أن يتحملها جرذان التجارب تصل إلى (٢٨) مل/كلجم من زيت الحبة السوداء بينما الجرعة العادية التي تعطى لهذه الحيوانات هي (١) مل/كلجم أي إن جرعة التسمم هذه هي ٢٨ ضعف الجرعة العادية مما يعطي مجالا واسعا لزيادة الجرعة من الحبة السوداء دون حدوث آثار سلبية سريعة في الجسم.

وإجمالاً فإن الدراسات تشير إلى خلو الحبة السوداء من الآثار السلبية عند من استعملها بجرعات عادية حتى على المدى البعيد. وتشير كثير من الدراسات التي أجريت على الإنسان إلى أن الجرعة العادية في الإنسان قد تكون في حدود بضع مئات من المليجرامات يوميا أي لا تتعدى جراماً واحداً في اليوم. والله أعلم.


(١) زوالي وزملاؤه ٢٠٠٢.

<<  <   >  >>