للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك أيضاً: رميهم الجِمَار بحصى كبيرة وبالحذاء "النعل" والخفاف "الجزمات" والأخشاب، وهذا خطأ كبير مخالف لما شرعه النبي صلي الله عليه وسلم لأمته بفعله وأمره حيث رمي بمثل حصى الخزف وأمر أمّته أن يرموا بمثله وحذرهم من الغلو في الدين وسبب هذا الخطأ الكبير ما سبق من اعتقادهم أنهم يرمون شياطين١.

ومن ذلك أيضاً: تقدم بعض الحجاج إلى جَمَرات بعنف وشدة لا يخشعون لله تعالى ولا يرحمون عباد الله، فيحصل بفعلهم هذا من الأذية للمسلمين والإضرار بهم والمشاتمة والمضاربة ما يقلب هذه العبادة وهذا المشعر إلى مشهد مشاتمة ومقاتلة ويخرجها عما شُرِعت من أجله وعما كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم، ففي المسند عن قدامة بن عبد الله بن عمار قال:"رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم النحر يرمي جمرة على ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك". رواه الترمذي وقال: حسن صحيح٢.

ومن الأخطاء أيضاً:ترك كثير من الحجاج الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الأولى والثانية في أيام التشريق. وقد ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقف بعد رميها مستقبل القبلة رافعاً يديه يدعو دعاء طويلاً، وسبب ترك


١ منسك ابن عثيمين ص ٤٠-٤١.
٢ منسك ابن عثيمين ص ٤١. والحديث في المسند.

<<  <   >  >>