للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصولهم وجاؤوا بقواعد من عندهم - وما كان لهم ذلك وهم يدعون التقليد - ولا سيما وهي مخالفة لنصوص الكتاب والسنة وهم إنما جاؤوا بها ليفرضوا على أنفسهم تقليد الأئمة في فروعهم خلافا لأوامرهم السابقة الذكر فقد ادعوا "أن المجتهد المطلق قد فقد ١"واشتهر عندهم أن باب الاجتهاد قد أغلق بعد القرن الرابع الهجري وقد ذكر نحوه ابن عابدين في حاشيته "١/٥٥١" وبذلك منعوا المسلمين من التفقه بالكتاب والسنة وأوجبوا عليهم التقليد لأحد الأئمة الأربعة كما قال في "الجوهرة":

وواجب تقليد حبر منهم ... كذا حكى القوم بلفظ يفهم

وادعوا أن علم الحديث والفقه نضج واحترق٢. وأكدوا ذلك وأحكموه بقول أبي الحسن الكرخي: "كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة وكل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ"٣. ولذلك فمهما جئتهم بآية أو حديث استجازوا لأنفسهم رد ذلك فورا دون أن يفكروا في دلالتهما وهل هما فعلا مخالفان للمذهب وأجابوك بقولهم: "أأنت أعلم أم المذهب؟ "

مخالفة المذهبيين لأئمتهم في التعصب لهم وفرض تقليدهم:

فهم بمثل هذه القواعد التي ابتدعوها على خلاف ما أوصاهم به


١ "الدر المختار ١/٤٥ - حاشية".
٢ "الدر المختار ١/٤٥ - حاشية".
٣ "الدر المختار ١/٤٥ - حاشية"

<<  <   >  >>