قال الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد، فحسبك به. وقال: عرضت المصحف على ابن عباس: أقفه عند كل آية وأسأله عنها. وعليه اعتمد الشافعي وأحمد والبخاري في صحيحه.
وهذا يتناول الشفاعة أيضاً.
وفى قوله:{لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} لم يذكر استثناء؛ فإن أحداً لا يملك من الله خطاباً مطلقاً؛ إذ المخلوق لا يملك شيئاً يشارك فيه الخالق، كما قد ذكرناه في قوله:{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ}[الزخرف: ٨٦] ، أن هذا عام مطلق، فإن أحداً ممن يدعى من دونه لا يملك الشفاعة بحال، ولكن الله إذا أذن لهم شفعوا من غير أن يكون ذلك مملوكاً لهم، وكذلك قوله:{لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} هذا قول السلف وجمهور المفسرين.
وقال بعضهم: هؤلاء هم الكفار، لا يملكون مخاطبة الله في ذلك اليوم، قال ابن عطية: قوله: {لَا يَمْلِكُونَ} الضمير للكفار، أي: لا يملكون من إفضاله وإكماله أن يخاطبوه بمعذرة ولا غيرها.
وهذا مبتدع، وهو خطأ محض.
والصحيح: قول الجمهور والسلف أن هذا عام، كما قال في آية أخرى:{وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}[طه: ١٠٨] ، وفي حديث التجلي الذي في الصحيح لما ذكر مرورهم على الصراط قال صلى الله عليه وسلم:" ولا يتكلم أحد إلا الرسل، ودعوى الرسل: اللهم سَلِّمْ سَلِّمْ "، فهذا في وقت المرور على الصراط، وهو بعد الحساب والميزان، فكيف بما قبل ذلك؟
وقد طلبت الشفاعة من أكابر الرسل، وأولى العزم، وكل يقول: " إن