للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما يلزم بشرا في هذه المسألة لو أجابك عن مسألتك، فهات ما عندك من غير هذا.

قال عبد العزيز: فقلت: يا أمير المؤمنين أطال الله بقاءك على كل من اكتال بمكيال أن يوفي به، قال ذلك يلزمه. فقلت: يا بشر ألست تزعم أن قوله: {خَالِقُ كُلِّ شَيْء} ١ لفظه لا يخرج عنها شيء، لأن كل، كلمة تجمع الأشياء فلا تدع شيئا يخرج عنها وكل شيء داخل فيها. فقال بشر: هكذا قلت وهكذا أقول، وهكذا هو عند الخلق ولست أرجع عنه بكثرة خطبك وهذيانك، فقلت: أمير المؤمنين شاهد عليك بهذا.

قال عبد العزيز: ثم قلت له: يا بشر قال الله عز وجل: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} ٢ وقال عز وجل: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه} ٣ وقال جل ذكره: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ} ٤ وقال عز وجل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ} ٥ وقال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ} ٦ فقد أخبر الله عز وجل في مواضع كثيرة من كتابه أن له نفسا، أفتقر يا بشر أن لله نفسا كما أخبرنا عنها بهذه الأخبار كلها، قال: نعم٧.

قال عبد العزيز: فقلت له: قال الله عز وجل. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت} ٨ أفتقول أن نفس رب العالمين داخلة في هذه النفوس التي تذوق الموت، فصاح المأمون بأعلى صوته وكان جهير الصوت، معاذ الله معاذ الله معاذ الله، فقلت:


١ سورة الأنعام آية ١٠٢
٢ سورة طه آية ٤١.
٣ سورة آل عمران آية ٣٠.
٤ سورة الأنعام آية ١٢.
٥ سورة الأنعام آية ٥٤.
٦ سورة المائدة آية ١١٦.
٧ في طبعة المجمع: تم الجزء الأول- ثم مال: الجزء الثاني- وعلق في الحاشية بقوله: في "ظ " ابتداء الجزء الثاني وهو ساقط من جميع النسخ. قلت. لكن الكلام في هذه النسخة متصل حيث قال: بعد قوله: نعم- قال عبد العزيز. الخ كما في الصفحة التالية.
٨ سورة آل عمران ١٨٥.

<<  <   >  >>