للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخلق بمعرفة الموصل والمفصل فمن زاد فيه شيئا أو نقص منه كان كافرا". قال بشر: "ما قلت هذا يا أمير المؤمنين وهو يدعيه علي".

فقلت له: "أخبرني عمن قال إن الله عز وجل لم يتعبد الخلق بمعرفة لشيء، من هذا أو غيره أو زاد فيه أو نقصه كان كافرا، أيكون صادقا أو كاذبا فقال: "كاذبا وإنما أقول كل شيء إذا زيد فيه أو نقص منه أو غير عما هو عليه كان فاعل ذلك (٣٢/ب) كافرا لأن الله تعبد الخلق، بمعرفته وعلمه".

فقلت له: "قد وافقتني وأجبت نفسك عني وأقررت بما أنكرت".

فقال بشر: "دع الكلام والتشبيه عنك وأقم الشاهد والدليل على ما تقول" قال عبد العزيز فقلت له: "قال الله عز وجل: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ١ فأخبر الله عز وجل أنه لا إله إلا هو وشهد بذلك لنفسه وشهدت له الملائكة وأولو العلم بمثل ذلك فلو قال رجل شهد الله أنه لا إله وقطع الكلام والصلة عامدا كان كافرا لأنه زعم أن الله شهد أن لا إله وشهدت له الملائكة وأولو العلم بذلك ومن قال هذا عامدا كان كافرا حلال الدم لأنه أعظ م على الله عز وجل الفرية وأبطل الربوبية وجحد أن يكون الله تعالى الها واستشهد ملائكته وأولو العلم على قوله، فإذا وصل الكلمة كما وصلها الله عز وجل فقال: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم كان صادقا وكان قد قال ما قال الله عز وجل وشهد به لنفسه وشهدت به الملائكة وأولو العلم وكذلك قوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ٢ وكذلك كل ما في القرآن من التهليل فعلى هذا المعنى من فصله من صلته وزاد فيه أو نقص منه كان كافرا، وقال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِ أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} ٣ لو أن رجلا قال: إن الله لا يستحي وقطع الكلام عامدا كان كافرا لأنه زعم أن الله لا يستحي، ومن قال هذا فقد أعظم الفرية إذ أخبر عن الله أنه أخبر عن نفسه أنه ا، يستحي فقد كفر وحل دمه بقوله هذا وكذلك


١ سورة آل عمران آية ١٨.
٢ سورة آل عمران آية ٢، وسورة البقرة/ ٢٥٥.
٣ سورة البقرة آية ٢٦.

<<  <   >  >>