وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه "٢/ ١٥٠" قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان به. وأخرجه أيضاً في "٣/ ٣٠" لكن بزيادة "عن أبيه" بعد الحسن، فلا أدري هل هذا خطأ من أحد النساخ أم هو من اضطراب ابن عجلان. وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه أحمد في مسنده "٢/ ٣٦٧"، وأبو داود في سننه "٢٠٤٢"، وفي إسناده: عبد الله بن نافع، ضعفه أحمد، ولينه أبو حاتم، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال البخاري: في حفظه شيء. فهذا إسناد جيد في الشواهد. وله شاهد آخر من حديث علي رضي الله عنه، أخرجه أبو يعلى في مسنده "٤٦٩"، والبخاري في التاريخ الكبير "٢/ ١٨٦"، من طريق جعفر بن إبراهيم من ولد ذي الجناحَيْن قال: ثنى علي بن عمر عن أبيه عن علي بن حسين أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة وكانت في قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيدخل فيها فيدعو، فدعاه فقال: ألاَّ أحدثك بحديث سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:. . وذكره نحوه. قلت: جعفر قال عنه ابن حبان: يعتبر بحديثه من روايته عن أبيه كما في اللسان للحافظ "٤٣٢"، وهو من ولد عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأما علي بن عمر هو ابن الحسين بن علي، قال عنه ابن حبان في الثقات: يعتبر حديثه من غير رواية أولاده عنه- وهذه منها- وأما عمر بن الحسين فقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ. وهذا شاهد قوي يعضد ثبوت الحديث، ويُبين ما كان عليه أهل بيت رسول الله من الالتزام بأمره صلى الله عليه وآله وسلم بعدم الغلو فيه باتخاذ قبره مكاناً للدعاء والسجود، وزجر أي جاهل يفعل ذلك، فهلاَّ تأسى مُحبي آل بيت النبوة بهم في التوحيد الخالص والاتباع الصادق لهدي النبوة.