للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أظهر الحق وأناره، ومحق الباطل وأباده، أحمده على ظهور حجج التوحيد ووضوحها، وأشكره على تبديد شبه الشرك وفضوحها.

وصلى الله على سيدنا محمد المحامي عن توحيد مولاه، القائل:

"إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله" ١ الزاجر لمن إلى ذرائع


١) أخرجه الطبراني – كما في مجمع الزوائد – ١٠/١٥٩ عن عبادة بن الصامت، ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث. اهـ. وابن لهيعة قد اختلف العلماء في الاحتجاج بحديثه فمنهم من صححه ومنهم من ضعفه، ولعل الراجح من أقوالهم الاحتجاج بحديثه في الشواهد والمتابعات.
وقد اعترض البكري على شيخ الإسلام ابن تيمية إيراده هذا الحديث، زاعما عدمصحته. فأجابه شيخ الإسلام بما حاصله:
هذا الخبر لم يذكر للاعتماد عليه، بل ذكر في ضمن غيره ليتبين أن معناه موافق للمعاني المعلومة بالكتاب والسنة، كما أنه إذا ذكر حكم بدليل معلوم ذكر ما يوافقه من الآثار والمراسيل وأقوال العلماء وغير ذلك، لما في ذلك من الاعتضاد والمعاونة، لا أن الواحد من ذلك يعتمد عليه في حكم شرعي.
ولهذا كان العلماء متفقين على جواز الاعتضاد والترجيح بما لا يصلح أن يكون هو العمدة من الأخبار التي تكلم في بعض رواتها لسوء حفظ أو نحو ذلك. وبآثار الصحابة والتابعين، بل بأقوال المشايخ والإسرائيليات والمنامات مما يصلح للاعتضاد.=

<<  <   >  >>