وفي لفظ لأحمد٢/٥٨ – ٦٠: " قال: كنت مع ابن عمر في حلقة. قال: فسمع رجلا في حلقة أخرى وهو يقول: لا وأبي فرماه ابن عمر بالحصى. فقال: إنها كانت يمين عمر، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنها شرك". وقد أعل البيهقي هذا الحديث بقوله بعد إخراجه: "وهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر". ثم احتج البيهقي على هذه الدعوى بما أخرجه من طريق الإمام أحمد – وهو في المسند ٢/١٢٥ – ٨٦ – ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن سعد بن عبيدة قال: كنت عند عبد الله بن عمر فقمت وتركت رجلا عنده من كندة، فأتيت سعيد بن المسيب. قال فجاء الكندي فزعا. فقال: جاء ابن عمر رجل فقال: أحلف بالكعبة. قال: لا ولكن احلف برب الكعبة. فإن عمر كان يحلف بأبيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحلف بأبيك فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك". اهـ. والكندي المذكور اسمه محمد كما جاء في بعض أسانيد أحمد ٢/٦٩. وهو مجهول كما نص عليه أبو حاتم انظر الجرح والتعديل ٨/١٣٢. قلت: وهذا الإعلال ليس بجيد، فإن الألفاظ التي تقدم ذكرها ترده. وتصرح بحضور سعد بن عبيدة هذه الحادثة، وقد اجتمع على لفظها ثقتان إمامان: الأعمش عند أحمد والحسن بن عبيد الله النخعي عند ابن حبان. ويجمع بين الروايتين: بتكرر الحادثة، فمرة سمعها سعد من ابن عمر، ومرة سمعها من الكندي. ومن تأمل اللفظين ظهر له ذلك. والله تعالى أعلم.