للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة - ١٨٦] . وأمرهم بدعائه في مواضع كثيرة من كتابه كقوله: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف - ٥٥] إلى قوله: {وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً} [الأعراف - ٥٦] وقال: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر - ١٤] وقال: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر - ٦٥] فأوجب على عباده أن يخلصوا له الدعاء بنوعيه: دعاء المسألة، ودعاء العبادة، وكل منهما يتضمن الآخر.

وقد تقدم أن الله تعالى قد اختص به في قوله: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} [الرعد - ١٤] وقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [الجن - ١٨] . وقوله: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً} [الجن – ٢٠] .

وهذه الآيات مع ما تقدم فيها الدلالة على أن دعوة غير الله شرك وضلال، كما قال: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأحقاف - ٥] .

وفي الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله عليه وسلم: "يخرج عنق من النار له عينان يبصران، وأذنا يسمعان، ولسان ينطق، يقول إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين" حديث حسن صحيح غريب١.


١ أخرجه الترمذي في كتاب صفة جهنم من سننه ٤/٧٠١ حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان".. إلخ.
قال الترمذي: وفي الباب عن أبي سعيد. هذا حديث حسن غريب صحيح، وقد=

<<  <   >  >>