وكان الشيخ قبل ذلك في مكة تاجرا في الأقمشة يتحرى الصدق والأمانة والوفاء بالعهد، وينتهز الفرص لدعوة من يتعاطى معه التجارة.
قال الشيخ الفاضل محمد نصيف:
وكان – أي المترجم له – يتردد بين جدة ومكة لشراء الأقمشة من الشيخ عبد القادر بن مصطفى التلمساني. كان يدفع له أربعمائة جنيه ويشتري بألف، ويسدد الباقي على أقساط بضمانة مبارك بن مساعد.
وقد دام التعامل بينه وبين الشيخ التلمساني زمنا طويلا. وكان لصدقه وأمانته وفائه بوعده أثر طيب في نفس التلمساني. حتى إنه لم ير ضرورة للضامن..وقال له:
" إني عاملت الناس من أربعين عاما فما وجدت أحسن من التعامل معك يا وهابي، فيظهر أن ما يشاع عنكم يا أهل نجد مبالغ فيه من خصومكم السياسيين...."
فسأله الشيخ أحمد أن يبينها له.
فقال التلمساني: يقولون إنكم لا تصلون على النبي ولا تحبونه.
فأجابه الشيخ أحمد: سبحانك هذا بهتان عظيم. كيف ومن لم يصل عليه في التشهد في الصلاة فصلاته باطلة، ومن لا يحبه فكافر.
وإنما نحن أهل نجد ننكر الاستعانة والاستغاثة بالأموات، ولا نستغيث إلا بالله وحده، ولا نستعين إلا به سبحانه، كما كان على ذلك سلف الأمة.
وقد استمر النقاش بينه وبين التلمساني ثلاثة أيام. وأخيرا هدى الله الشيخ التلمساني للحق، وصار موحدا ظاهرا وباطنا.
ثم سأله الشيخ التلمساني أن يوضح بعض أوجه الفرق بينهم وبين خصومهم – يعني في توحيد الأسماء والصفات – فقال الشيخ أحمد:
إننا نعتقد أن الله فوق سماواته، مستو على عرشه استواء يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تجسيم ولا تأويل، وهكذا في جميع آيات الصفات والأحاديث، كما هي عقيدة السلف الصالح، وكما جاء عن الإمام أبي الحسن الأشعري في