للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الصحابة يمتنع عن الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم خوفا من الوقوع في الكذب عليه. (١)

الوجه الثاني: لننظر في الأدلة التي اعتمدها شاخت ليستدل بها على أن الحديث كان يخترع في مرحلة من المراحل المتأخرة من عصر تابعي التابعين، ثم كان ذلك المخترع يلصق بالحديث سندا مخترعا متصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد نظر شاخت في بعض الأسانيد فوجد فيها راويا –أطلق عليه هو ن ن، وهو حلقة الوصل التي أخذت الحديث عن رواة عدة، وقد أخذ عن هذه الحلقة نفسها رواة عدة آخرون، فادَّعى شاخت بأن هذا الراوي هو المسؤول عن وضع الحديث، أو أن اسمه استخدم للوضع.

الرد:

١- إذا أخذ اليوم أشخاص عديدون خبرا عن مصدر واحد موثوق به فما الغضاضة في ذلك؟ وهل يدلنا هذا أن الخبر كاذب لمجرد أن عدة رواة رووا عن الشخص نفسه؟

٢- إن المثال الذي اعتمده شاخت ليبني عليه نظريته السابقة فهمه فهما خاطئا فأصبح دليله دليلا عليه وانقلب السحر على الساحر، كما بين الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الأعظمي.

٣- على فرض صحة دليل شاخت، فإن حادثة واحدة لا تكفي لجعلها


( [١] ) لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع انظر هذا البحث: صالح أحمد رضا، أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في الرواية قلة وكثرة، بحث قبل للنشر في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود عام ٢٠٠٣م، ص: ٨-٩.

<<  <   >  >>