للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه من الدنايا ما فيه، إلا أن اختزال رسالة محمد صلى الله عليه وسلم في برنامج ضيق للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي لضمان حق المستضعفين في توزيع الثروة، والقفز إلى هذه النتيجة، تفسير تلفيقي للأمور يقوم على فرضية أن هذا الدين مختلق وأن الوحي أتى من داخل النبي وهو أمر رددنا عليه في الشبهة الثانية، وإثبات أن الوحي من عند الله سبحانه وتعالى هو إثبات أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يأت به من تلقاء نفسه.

إن أسباب إعلان الدين الجديد معروفة، فمنها: قوله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} يس: ٦] ؛ وقول الحق سبحانه وتعالى:

{لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} [السجدة: ٣] ، ويقول ابن كثير: "بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم في حين فترة من الرسل وطموس من السبل، وقد اشتدت الحاجة إليه، فقد كان العرب متمسكين بدين إبراهيم الخليل، فبدلوه وغيروه واستبدلوا بالتوحيد شركا وباليقين شكاً، وابتدعوا أشياء لم يأذن الله بها ... فبعث الله محمداً بشرع عظيم شامل كامل في الهداية والبيان لكل ما يحتاج إليه الناس من أمر معاشهم ومعادهم" (١) .


(١) ابن كثير، السيرة النبوية، ١/٤٧٨.

<<  <   >  >>