للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشبهة العاشرة: التشكيك في مقدار اضطهاد مشركي مكة للمسلمين]

يعطي وات قدراً ضئيلاً من الأهمية للاضطهاد الذي تعرض له المسلمون في مكة مما دفعهم إلى الهجرة، ويرى بأن المسلمين قاموا باختلاق هذه الروايات في وقت لاحق رغبة في تضخيم التضحيات التي قام بها المسلمون (٢) .

ومن الطبعي أن يُضطهد النذر وأصحاب الرسالات ومناصروهم في مجتمعاتهم وأن يضيق عليهم الخناق، {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [يس: ٣٠] ، والمعارضة القرشية جاءت على القدر الذي جاءت عليه من القوة بسبب أن هذه الرسالة التي خرجت بين ظهرانيهم تحدت جميع ما آمنوا به من لدن آبائهم الأولين وما تعودوا عليه من طريقة عيش وإدارة شؤونهم الحياتية.

وفي هذا الصدد يقول ابن هشام (٣) إن الرسول صلى الله عليه وسلم: "لما بدأ يدعو


(٢) مونتقمري وات، Muhammad at Mecca، ص ١٤٥-١٤٦.
(٣) ابن هشام، سيرة النبي، ١/٢٧٥ – ٢٧٦.

<<  <   >  >>