للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البدوية للدخول في الإسلام، وأن وراء هذا النشاط فكرة غامضة عن توحيد العرب جميعاً" (١) .

جانب وات الصواب لأنه تجاهل الروايات الإسلامية، التي أوضحت مراحل تطور الدعوة وهي: "النبوة، ثم إنذار عشيرته الأقربين، ثم إنذار قومه، وهم القرشيون، ثم إنذار قوم ما أتاهم من نذير وهم العرب قاطبة، والمرتبة الخامسة إنذار جميع من بلغته الدعوة من الجن والإنس إلى يوم القيامة" (٢) ، وهي مراتب ذكرت بوضوح تام في القرآن خلافاً لما يزعم وات {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشورى: ٧] ؛ وعالمية الدعوة تظهر جليا في الآي {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [سبأ: ٢٨] {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الأنبياء:١٠٧] ؛ وغيرها من السور المكية الدالة على عالمية الرسالة المحمدية (٣) ، فعالمية الدعوة إذا كانت موجودة منذ البداية وأمر بَدَهِيّ ألا تتضح حقيقة معاشة على الواقع إلا بعد أن مكّن الله لدينه في الأرض، فلا يعقل أن يدعو محمد صلى الله عليه وسلم كسرى للإسلام قبل أن يدعو أعمامه.

وتعكس الموسوعة هذه الآراء الفاسدة في مواضع:


(١) مونتقمري وات، المرجع السابق، ص ١٤١.
(٢) ابن القيم، زاد المعاد، ١/٢٠.
(٣) انظر الآيات: الأنعام: ٩٠، يوسف: ١٠٤؛ الفرقان: ١، القلم: ٥٢، التكوير: ٢٧.

<<  <   >  >>