للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الديمومة والخلود (كما لاحظ المستشرق آربرى في تصريحه السابق في ص ١٠-١١) وقد أدت بهم هذه النظرة إلى الفشل الذريع الذي منيت به محاولاتهم المتكررة لتقييد النص القرآني بقيود تاريخية وترتيبه حسب الزمان (١) .

(٥) - التحوّط من كل الروايات التي قالها المسلمون والأحكام التي استخلصها علماؤهم، والقدح فيها باعتبارها أقوالاً وأحكاماً منحازة غير محايدة في الموضوع فضلاً عن أنه لا دليل عقلياً عليها. وإنما يقتصر منها على أجزاء ما بها من أقوال وأحكام تسند ما يذهبون إليه حتى ولو كانت ظاهرة البطلان، ولكن يعتدّ بها لأنها إنما صدرت عن المؤمنين بالقرآن أنفسهم ومؤيّديه.

(٦) - تشبثهم بالمفاهيم الغربية في النقد الأدبي كاشتراط "وحدة الموضوع" في كل سورة من السور وتمسكهم المتعسف بضرورة أن يكون موضوع كل سورة موضوعاً موحداً، وبالتالي دراسة البناء الداخلي لكل واحدة من السور بمعزل عن غيرها (٢) . وقد ّم بعض المستشرقين جدوى أية محاولة تجري في الحاضر أو المستقبل في


(١) وربما كان هذا هو الأساس في زعمهم أن الإسلام " كان حدثاً تاريخياً في حينه لم يكتب له الامتداد في التطبيق الواقعي، أو لم يعد صالحاً للتطبيق "، محمد قطب: المستشرقون والإسلام، طبع مصر ١٤٢٠هـ (١٩٩٩م) ، ص ٦٠.
(٢) يقول كاتب مادة القرآن بدائرة المعارف البريطانية: "قلما نجد فكرة واحدة نوقشت مناقشة كاملة في سورة واحدة".

<<  <   >  >>