للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والله يقول: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ١.

وأول من عدل عن هذا الطريق من طوائف الضلال هم الجهمية المنسبون إلى الجهم بن صفوان، فهم أول الطوائف إنكاراً للأسماء والصفات.

قال ابن سعدي في بيان ذلك:

"وكان الجهم بن صفوان معروفاً بين الأمة بهذه البدعة الشنعاء الجامعة لشرور كثيرة أعظمها وأطمها نفي صفات الله التي تواترت في الكتاب والسنة واتفق عليها جميع سلف الأمة"٢.

ثم أوضح رحمه الله أن جميع من جاء بعده من طوائف الضلال من معتزلة وأشعرية وكلابية وغيرهم ـ أخذوا عنه فهو رأسهم وشيخهم وسلفهم في هذا المنهج.

أما أهل السنة والجماعة فقد سلمهم الله من هذا الضلال بأن وفقهم لسلوك الصراط المستقيم والمنهج القويم.

قال ـ رحمه الله ـ في إيضاح ذلك: "فأخذت طوائف البدع من أقوال جهم بحسب بعدهم من مذهب السلف:

ـ فطائفة أثبتت الأسماء ونفت الصفات، وهم الجهمية والمعتزلة.

ـ وطائفة غلت فنفت الأسماء الحسنى.

ـ وطائفة وافقت الجهمية بنفي الأفعال الاختيارية، ووافقوا السلف في إثبات الصفات السبع وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام. وهم الأشعرية والماتريدية٣,

ـ وطائفة أخذت بقوله إن العباد مجبورون على أفعالهم وهم الملقبون بالجبرية.

ـ وطائفة وافقته في أن القرآن الموجود المحفوظ في الصدور المكتوب في المصاحف مخلوق، والمعنى القديم النفسي غير مخلوق، كالكلابية والأشعرية".

ثم قال رحمه الله:

"ونجى الله أهل السنة والجماعة من جميع أقواله الباطنة فأثبتوا جميع أسماء الله


١ سورة الأعراف/ الآية ١٨٠.
٢ توضيح الكافية الشافية /٥
٣ إثبات الأشاعرة والماتريدية للصفات السبع ليس موافقاً للسلف تماماً بل بينهم تفاوت كبير وبون شاسع. وسيأتي مثال ذلك عند التحدث عن صفة الكلام.

<<  <   >  >>