للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صفاته لامتناع قيام الصفة بنفسها"١.

ثم أشار ـ رحمه الله ـ إلى أهمية هذه القاعدة فقال "ولهذا لما اهتدى السلف لهذا الفرق الذي يحصل به الفرقان بين الحق والباطل هدوا إلى الصراط المستقيم، ولما ضل عنه الجهمية ونحوهم وقعوا في الأقوال الباطلة"٢.

القاعدة الثامنة:

(الإيمان بالأسماء والصفات يدور على أصلين: النفي المجمل، والإثبات المفصل)

بيان ذلك: أن المؤمن بأسماء الله وصفاته لا بد أن يكون إيمانه مبنياً على هذين الأصلين:

الأول: الإثبات المفصل:

وهو أن يثبت لله جميع ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال، على وجه التفصيل أي أن كل ما ورد في الكتاب والسنة من الصفات الثبوتية كالسمع والبصر والحياة والقدرة والإرادة وغيرها، فإنه يثبتها لله عز وجل على الوجه اللائق به.

الثاني: النفي المجمل:

وهو أن ينفي عن الله كل ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات النقص، وأن يثبت له ضد هذه الصفة المنفية؛ لأن النفي المحض لا يكون كمالا.

وماثل ذلك إذا نفى الشريك عن الله فإنه يثبت له التوحيد بالكمال وإذا نفى الولد والمكافئ عن يثبت له الكمال المطلق وهكذا.

والمنفي عن الله نوعان: متصل، ومنفصل:

فنفي المتصل: هو أن ينفي عن الله ما يناقض ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من كل ما يضاد الصفات الكمالية. مثل تنزيه الله: عن السنة والنوم واللغوب والنعاس.

ونفي المنفصل: وهو أن ينفي عن الله الشريك في خصائصه التي لا تكون لغيره من التوحيد والتفرد كالكمال مثل: تنزيه الله عن أن يكون لله صاحبة أو ولد أو شريك في الملك.


١ توضيح الكافية الشافية /٣١.
٢ توضيح الكافية الشافية/٣١

<<  <   >  >>