للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كما اهتم رحمه الله بشرح الأسماء الحسنى وتوضيحها، وعقد لذلك فصلاً خاصاً في تفسيره، بين في مقدمته أن الحاجة داعية إلى التنبيه إلى معاني الأسماء الحسنى، ثم أخذ يذكرها اسماً اسماً ويشرحها بإيجاز"١.

والمقصود أن من أهم القواعد الثابتة في الأسماء والصفات، أن أسماء الله الحسنى غير محصورة في عدد معين.

القاعدة السابعة:

(المضافات إلى الله إذا كانت أعياناً فهي من جملة المخلوقات وإذا كانت أوصافاً فهي من صفات الله) .

وبيان ذلك أن المضافات إلى الله تكون على نوعين:

الأول: أعيان مثل عبد الله، بيت الله، ناقة الله، فهذه أعيان قائمة بأنفسها فهي إذاً من جملة المخلوقات، وإضافتها إلى الله تقتضي تفضيلها وتشريفها على غيرها من المخلوقات.

الثاني: أوصاف مثل سمع الله، بصر الله، قدرة الله، علم الله.

فهذه الإضافة تقتضي أن هذه الصفة قائمة بالله. وأن الله متصف بها.

وقد أشار ابن سعدي إلى هذه القاعدة وأوضحها فقال:

"والذي يضيفه الله إلى نفسه، إما أعيان يخصها بهذه الإضافة المقتضية للاختصاص والتشريف مثل عبد الله وناقة الله وبيت الله، ومثله {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} ٢ فهذه أعيان قائمة بأنفسها وهي من جملة المخلوقات لكنه أضافها لنفسه تفضيلاً لها على غيرها وتعظيماً.

وإما إضافة أوصاف كعلم الله وقدرته وإرادته، وكذلك كلامه وحياته. فهذه الإضافة تقتضي قيامها بالله وأنه موصوف بها. وكذلك ما أخبر أنه منه.

فإن كان أعياناً كروح منه {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} ٣. فهذه منه خلقاً وتقديراً.

وإن كان ذلك أوصافاً كقوله {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ} ٤. دل على أن ذلك من


١ التفسير ٥/٦٢٠، وما بعدها.
٢ سورة الفرقان/ آية ٦٣.
٣ سورة الجاثية/ آية ١٣.
٤ سورة الزمر/ آية ١ وفي غيرها.

<<  <   >  >>