للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فإذا كان له ذات حقيقية لا تماثل الذوات، فالذات متصفة بصفات حقيقية لا تماثل الصفات١.

وهذه القاعدة من القواعد التي نبه ابن سعدي عليها؛ قال رحمه الله:

"فإن زعموا أن إثباتها يدل على التشبيه بخلقه، قيل الكلام على الصفات، يتبع الكلام على الذات فكما أن لله ذاتاً لا تشبه الذوات، فلله صفات لا تشبهها الصفات فصفاته تبع لذاته، وصفات خلقه تبع لذواتهم فليس في إثباتها ما يقتضي التشبيه بوجه"٢.

القاعدة الحادية عشرة:

(معاني الصفات معلومة وكيفيتها مجهولة، والإيمان بها واجب والسؤال عن كيفيتها بدعة) .

سئل الإمام مالك رحمه الله وغيره من السلف عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟

فقال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".

فبين رحمه الله أن الاستواء معلوم، وأن كيفية ذلك مجهولة، وجميع صفات الله يقال فيها هذه القاعدة فمن سئل عن العلو يقال علو الله على خلقه معلوم وكيفيته مجهولة، والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب. وهكذا بقية الصفات.

وقد نبه ابن سعدي إلى هذه القاعدة وبين أن من سأل عن كيفية الاستواء على العرش:

"الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة"؟

فمن سأل عن كيفية علم الله أو كيفية خلقه وتدبيره قيل له فكما أن ذات الله تعالى لا تشبهها الذوات فصفاته لا تشبهها الصفات، فالخلق يعرفون الله ويعرفون ما تعرف لهم به من صفاته وأفعاله، وأما كيفية ذلك فلا يعلم تأويله إلا الله"٣.


١ التدمرية لابن تيمية /١٥.
٢ التفسير ١/٢٥٧، وانظر طريق الوصول /٦.
٣ بهجة قلوب الأبرار /٢١٩، وانظر طريق الوصول /٨.

<<  <   >  >>