للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

به الكتاب والسنة من صفات الله، واعترفوا بها لا فرق عندهم بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية المتعلقة بمشيئته وقدرته، وكلها قائمة بالله، والله موصوف بها، وهو القول الذي دل عليه النقل والعقل"١.

وقسم رحمه الله صفات الأفعال إلى قسمين: قسم متعلق بذات الله والآخر متعلق بخلقه فقال:

(جميع صفات الأفعال المتعلقة بذاته كالاستواء على العرش ونزوله إلى سماء الدنيا على ما وردت به النصوص والمجيء والإتيان والقول ونحو ذلك والمتعلقة بخلقه كالإحياء والإماتة والخلق وأنواع التدبيرات كلها تصدر عن القدرة والإرادة"٢.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الصفات قد تكون ذاتية باعبتار وفعلية باعتبار آخر.

كصفة الكلام مثلاً:

فإنها باعتبار أصلها صفة ذاتية؛ لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية لأن الكلام متعلق بمشيئة الله يتكلم بما شاء متى شاء٣.

وفيما يلي سأذكر جملة من الصفات الذاتية، وجملة أخرى من الصفات الفعلية وأذكر كلام ابن سعدي عنها:

وقد نهج ـ رحمه الله ـ في إثبات الصفات منهج السلف الصالح من فهم النصوص على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم منها، وهذا هو المنهج الحق والمسلك المستقيم.

أولاً: ذكر جملة من الصفات الذاتية وكلام الشيخ عنها:

أـ من الصفات الذاتية الحياة قال ابن سعدي في إثبات هذه الصفة: "الحي الذي له جميع معاني الحياة الكاملة من السمع والبصر والقدرة وغيرها من الصفات الذاتية"٤، "والحي يتضمن جميع الصفات الذاتية"٥.

ب ـ ومنها السمع قال رحمه الله: "فالسميع الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات،


١ الحق الواضح المبين/٥٣، وانظر توضيح الكافية الشافية/ ١٣، والتفسير ١/٢٥٦.
٢ الحق الواضح المبين/٢٣.
٣ انظر الحق الواضح المبين/ ٢٣.
٤ التفسير ١/٣١٣، توضيح الكافية الشافية /٢١، وغيرهما.
٥ الخلاصة /١٣. وانظر توضيح الكافية الشافية/٤٦.

<<  <   >  >>