للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال: " وفيها إثبات الرضا لله عن المحسنين والغضب والسخط على الفاسقين"١.

ز ـ ومنها الصبر قال ـ رحمه الله ـ "الكمال المطلق التام من جميع الوجوه ثابت لله تعالى نقلاً في جميع الأسماء والصفات والنعوت ومن أنواع الكمال الصبر ... "٢.

ح ـ منها الحياء قال ـ رحمه الله ـ: "هذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يستحي من عبده إذا مد يداه إليه أن يردها صفراء"٣ وهذا من رحمته وكرمه وكماله وحلمه أن العبد يجاهر بالمعاصي مع فقره الشديد إليه حتى إنه لا يمكنه أن يعصي إلا أن يتقوى عليها بنعم ربه والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه يستحي من هتكه وفضيحته وإحلال العقوبة به"٤.

د ـ ومنها المعية قال ـ رحمه الله ـ: "إخبار الله أنه مع عبده يرد في القرآن على أحد نوعين:

أحدهما: المعية العامة كقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} ٥ أي هو معهم بعلمه وإحاطته.

الثاني: المعية الخاصة وهي أكثر وروداً في القرآن وعلامتها أن يقرنها الله بالاتصاف بالأوصاف التي يحبها والأعمال التي يرتضيها مثل قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ٦ وقوله: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ٧ وقوله {لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} ٨ وهذه المعية تقتضي العناية من الله والنصر والتأييد والتسديد بحسب قيام العبد بذلك الوصف الذي رتبت عليه المعية"٩.


١ التفسير ٣/٢٨٥.
٢ الفتاوى السعدية/ ٢٩، وانظر الحق الواضح المبين /٣١.
٣ أخرجه أحمد ٥/٤٣٨، ٦/٣١٤، وابن ماجه ٢/١٢٧٠، والترمذي ٥/٥٥٦، وقال حديث حسن غريب. والحاكم ١/٤٩٧ وقال صحيح الإسناد على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
٤ الحق الواضح المبين ٢٩، ٣٠.
٥ سورة المجادلة/ آية ٧.
٦ سورة البقرة/ آية ١٩٤.
٧ سورة التوبة/ آية ٤٠.
٨ سورة طه/ آية ٤٦.
٩ الخلاصة /١٧٤، والتفسير ٥/٦١٧، والمواهب الربانية /١٤، ١٥.

<<  <   >  >>