للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نَجِيّاً} ١ "وفي هذا إثبات صفة الكلام لله تعالى وأنواعه من النداء والنجاء كما هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافاً لمن أنكر ذلك من الجهمية والمعتزلة ومن نحا نحوهم"٢.

٢ـ ومن الأدلة قوله تعالى: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} ٣ قال ـ رحمه الله ـ: "ففي هذا كلام الرب تعالى لأهل الجنة وسلامه عليهم وأكده بقوله قولاً"٤.

٣ـ ومنها قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} ٥ قال رحمه الله: أي مشافهة منه إليه بلا واسطة حتى اشتهر بهذا عند العالمين فيقال "موسى كليم الرحمن"٦.

٤ـ ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} ٧ قال رحمه الله: "وفي هذا حجة صريحة لمذهب أهل السنة والجماعة القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق؛ لأنه تعالى هو المتكلم به وأضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى موصوفها"٨.

٥ ـ ومنها قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} ٩ وقوله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} ١٠.

وقال رحمه الله: "هذا من باب تقريب المعنى إلى الأذهان؛ لأن هذه الأشياء مخلوقة وصفاته غير مخلوقة ولا لها حد ولا منتهى، فأي سعة وعظمة تصورتها القلوب فالله فوق ذلك؛ وهكذا سائر صفات الله تعالى كعلمه وحكمته وقدرته ورحمته"١١.

٦ـ ومنها قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ١٢ قال رحمه الله:


١ سورة مريم/ آية ٥٢.
٢ التفسير ٥/١١٧.
٣ سورة يس/ آية ٥٨.
٤ التفسير ٦/٣٥٤.
٥ سورة النساء/ آية ١٦٤.
٦ التفسير ٢/٢١٨.
٧ سورة التوبة/ آية ٦.
٨ التفسير ٣/٢٠١.
٩ سورة الكهف/ آية ١٠٩.
١٠ سورة لقمان/ آية ٢٧.
١١ التفسير ٥/٨٦، وانظر التفسير ٦/١٦٨، ١٦٩.
١٢ سورة الحجر/ آية ٩.

<<  <   >  >>