للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مخلوق. كما اعترف بذلك بعضهم قال ابن سعدي رحمه الله: "وهذا القول كما قال من اعترف منهم أنه لا فرق بينه وبين قول المعتزلة إلا في اللفظ"١.

والمقصود أن هذا القول ظاهر البطلان من أوجه متعددة قال رحمه الله: "وقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية هذا القول وبين بطلانه في رسالته التسعينية فبين من تسعين وجهاً كل واحد منها يدل على بطلانه أدلة نقلية وأدلة عقلية"٢.

قول الاقترانية ورد ابن سعدي عليهم:

الاقترانية هم القائلون بأن كلام الله حروف وأصوات أزلية مجتمعة في الأزل.

وأما عن سبب تسميتهم بذلك يقول ابن سعدي رحمه الله "لما قيل لهم هذا مخالف للمحسوس المعلوم بالبديهة أن حروف الكلام طبعاً لا بد أن يسبق بعضها بعضاً، قالوا إنما تربيتها بالنسبة إلى سمع الإنسان، وإلا فهي ما زالت متصاحبة مقترنة"٣.

وقال في رده عليهم: "ولا شك أن هذا القول إلى التخليط والهذيان أقرب منه إلى التحقيق والبرهان"٤.

وقال: "وهو مخالف لأصل الأئمة وموافق لبعض قول الكلابية"٥. وقد تقدم رده على الكلابية.

وبعد ذكر هذه الجملة من ردود ابن سعدي رحمه الله على المخالفين لمذهب السلف الصالح في صفة الكلام أنتقل إلى الصفة الأخرى وهي صفة الاستواء لنرى كيفية مناقشة ابن سعدي للمخالفين في هذه الصفة.

ثالثا: صفة الاستواء وأدلتها ودحض ابن سعدي شبه من أنكرها:

الاستواء من الصفات الثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة، واتفاق سلف الأمة، وهو من الصفات التي تدل على عظمة الله وعلوه على عباده وأنه القاهر فوقهم، وأنه سبحانه بذاته وأسمائه وصفاته له العلو المطلق من جميع الوجوه.

وكلامي عن هذه الصفة سيكون مقتصراً على ما يلي:

أولا: ذكر معاني الاستواء الواردة في القرآن مع بيان السعدي لها.

ثانيا: إثبات الشيخ للاستواء على طريقة السلف وأدلته على ذلك.

ثالثا: دحض شبه من أنكر هذه الصفة.


١ توضيح الكافية الشافية /٢٣.
٢ توضيح الكافية الشافية /٢٣
٣ توضيح الكافية الشافية /٢٤
٤ توضيح الكافية الشافية /٢٤.
٥ توضيح الكافية الشافية /٢٥.

<<  <   >  >>