للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقولون إنه على خلقه مستو على عرشه...."١.

وقال "نعرف ربنا بأنه على بكل معنى واعتبار علو الذات وعلو القدر وعلو القهر، وأنه بائن من خلقه مستو على عرشه كما وصف لنا نفسه بذلك، والاستواء معلوم والكيف مجهول، فقد أخبرنا أنه استوى ولم يخبرنا عن الكيفية، وكذلك نقول في جميع صفات الباري أنه أخبرنا بها ولم يخبرنا عن كيفيتها فعلينا أن نؤمن بكل ما أخبرنا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نزيد على ذلك ولا ننقص منه"٢.

وقال رحمه الله "وأما استواؤه على العرش العظيم فيستفاد من النقل الكتاب والسنة"٣.

أدلته على إثبات هذه الصفة:

ولقد ورد في القرآن والسنة أدلة كثيرة تبين أن الله سبحانه مستو على عرشه بائن من خلقه، وهي كثيرة جداً.

وقد أشار ابن سعدي رحمه الله في توضيحه للكافية الشافية إلى كثرة الأدلة في ذلك وتنوعها فقال:

"ذكر المصنف ـ يعني ابن القيم ـ واحداً وعشرين نوعاً من الأدلة على هذه المسألة العظيمة كل نوع منها تحته من الأفراد ما لا يعد ولا يحصى"٤.

ثم أخذ رحمه يعدد هذه الأنواع من الأدلة، ومن أجل عدم الإطالة سأختصر جملة من هذه الأدلة فيما يلي:

١ـ أخبر الله سبحانه بأنه مستو على عرشه في سبعة مواضع من القرآن وكلها جاءت بلفظ على العرش؛ وعلى تدل على العلو والارتفاع.

٢ـ تكرر في الكتاب وصف الله العلي الأعلى وهذا يدل على علوه من جميع الوجوه.

٣ـ ورد في القرآن التصريح بالفوقية مثل قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِم} ٥، والفوقية وصف ثابت لله، دال على علوه.

٤ـ إخبار الله أن القرآن نزل منه، ومن المعلوم أن النزول لا يكون إلا من علو.


١ توضيح الكافية الشافية/ ٢٠.
٢ سؤال وجواب /٧.
٣ الحق الواضح المبين /١٣.
٤ توضيح الكافية الشافية /٤٥.
٥ سورة النحل/ الآية ٥٠.

<<  <   >  >>