للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هـ ـ ورد في القرآن أن بعض المخلوقات والأعمال تصعد إليه وهذا تصريح بعلوه.

٦ـ إخبار الله أنه في السماء كقوله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ١ ومعناه عند جميع المفسرين أنه في العلو.

٧ـ إجماع الكتب السماوية والرسل عليهم الصلاة والسلام على التصريح بعلو الله على خلقه وفوقيته.

٨ ـ إجماع أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين وتابعيهم من أئمة المسلمين المعتبرين، على ذلك٢.

هذه جملة من الأدلة التي ذكرها الشيخ ابن سعدي ـ رحمه الله ـ على علو الله تعالى على جميع خلقه، ثم أحال ـ رحمه الله ـ من أراد الاستزادة من هذه الأدلة إلى كتاب ابن القيم "اجتماع الجيوش الإسلامية"٣.

وكان الشيخ ابن سعدي في تفسيره للقرآن إذا مر على الآيات الدالة على استواء الله على عرشه ينبه عليها، ويشير إلى دلالتها على علو الله على جميع خلقه.

ومن ذلك قوله رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ٤: "استواء يليق بجلاله فوق جميع خلقه"٥.

ثالثا: دحضه لشبه المنكرين:

سأورد هنا بعض الشبه التي يطرحها من ينكر هذه الصفة من الجهمية وغيرهم، ثم أذكر أجوبة الشيخ عن هذه الشبه.

الشبهة الأولى: "قولهم إن للاستواء عدة معان"

فإذا قال الجهمي لأتباعه: إن قال لكم المجسم {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ٦. فقولوا له هذه لفظة فإن "العرش" له عدة محامل فأي المعاني تريد، و"على" أيضاً تأتي في العربية لعدة معاني.

وقد أجاب ابن سعدي على هذه الشبهة فقال:


١ سورة الملك/ الآية ١٦.
٢ انظر الكافية الشافية /٤٥ وما بعدها.
٣ انظر هذه الأدلة في ص ٤٩، وما بعدها من كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم.
٤ سورة الحديد/ الآية ٤.
٥ التفسير ٧/٢٨٣، وانظر في ذلك التفسير ٣/٣٨، ٥/٤٨٩، ٦/ ١٧٧، ٥/ ١٤٤ وغيرها.
٦ سورة طه الآية ٥.

<<  <   >  >>