قال رحمه الله:
١ـ "من فضائل التوحيد أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما.
٢ـ ومن فضائله أنه يكفر الذنوب.
٣ـ ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار إن كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل.
٤ـ وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية.
٥ـ ومنها: أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل، والأمن التام في الدنيا والآخرة.
٦ـ ومنها: أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه، وأن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه.
٧ـ ومن أعظم فضائله أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كلمت هذه الأمور وتمت.
٨ ـ ومن فضائله أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات. فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما يخشى من سخطه وعقابه.
٩ـ ومنها أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان وجعله من الراشدين.
١٠ـ ومنها أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة.
١١ـ ومن أعظم فضائله أن يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي، ويكون مع ذلك متألها متعبداً لله لا يرجو سواه ولا يخشى إلا إياه ولا ينيب إلا إليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.
١٢ـ ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء إن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققاً كاملاً بالإخلاص التام، فإنه يصير القليل من عمله كثيراً، وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب، ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السموات والأرض، وعمارها من جميع خلق الله"١.
هذا قليل من كثير من فوائد التوحيد، وفضائل لا إله إلا الله. لا ينالها إلا من فهم معناها وعمل بمقتضاها.
١ القول السديد /١٩ وما بعدها.