للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كلامه في معنى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله":

وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه الكلمة، ولا ينال أحد ثوابها والفضل الذي فيها إلا إذا فهم معناها وعمل بمقتضاها. منها حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان عليه من العمل"١.

ومنها: حديث عتبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله"٢

ومنها: حديث أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة"٣.

وغيرها من الأحاديث التي تدل على فضل هذه الكلمة، ولكن كما تقدم هذا الفضل مختص بمن فهم معناها وعمل بمقتضاها.

وهذه الأحاديث المتقدمة متضمنة لمعنى لا إله إلا الله، وهو أن يفرد الله وحده بجميع أنواع العبادة ولا يشرك معه غيره٤.

وقد فسرت لا إله إلا الله بتفسيرات باطلة، وذلك لعدم فهم مراد الله منها.

من هذه التفسيرات:

أن معنى لا إله إلا الله: أي لا موجود إلا الله وهذا يفهم منه الاتحاد.

ومنها: أن معناها أي لا معبود موجود إلا الله، وهذا باطل؛ لأنه يلزم منه أن كل معبود عبد بحق أو باطل هو الله.

ومنها: أن معناها أي لا خالق إلا الله، وهذا تدل عليه هذه الكلمة ولكن ليس هو المراد منها.

وإنما معنى هذه الكلمة باتفاق السلف الصالح.


١ أخرجه البخاري ٤/١٣٩، ومسلم ١/٥٧.
٢ أخرجه البخاري ١/١١٠، ومسلم ١/٦١.
٣ أخرجه الإمام أحمد في مسند ٤/٤١١، والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد ١/١٦ وإسناده صحيح. ورجاله رجال الشيخين.
٤ فتح المجيد /٤١.

<<  <   >  >>