للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كلامه عن آداب الدعاء:

إن الالتزام بآداب الدعاء أمرٌ مطلوب من كل مسلم؛ وذلك لأن التزام آدابه سببٌ لقبوله.

وقد أشار رحمه الله إلى جملة من آداب الدعاء التي ينبغي للمسلم أن يلتزمها.

قال رحمه الله في تفسيره: ".....من آداب الدعاء: الإخلاص فيه لله وحده وإخفاؤه وأسراره، وأن يكون القلب خائفاً طامعاً لا غافلاً ولا آمنا ولا غير مبال بالإجابة"١.

وقال: "من شروط الدعاء وآدابه حضور قلب الداعي واستحضاره لمعاني ما يدعو به"٢.

وهذا الشرط الأخير جعله يذكر في كتابه المواهب الربانية جملة من الأدعية الواردة في الكتاب والسنة ويقوم بشرحها ليسهل استحضارها، وهي في الحقيقة جملة من الأدعية الجامعة النافعة فلتراجع لأهميتها٣.

وكذلك من آداب الدعاء أن لا يعتدي فيه ولا يتجاوز فيه الحد، وقد نهى عن الاعتداء في جميع الأمور.

قال رحمه الله عند قوله تعالى: {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} ٤.

"ومن الاعتداء كون العبد يسأل الله مسائل لا تصلح له، أو ينقطع في السؤال، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء، فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه"٥.

فعلى العبد أن يكثر من دعاء الله سبحانه، وأن يتأدب بآداب الدعاء، وأن يحسن في دعائه والله قريب من المحسنين.

ومن أنواع العبادة المحبة:

إن نصوص الكتاب والسنة الدالة على وجوب محبة الله سبحانه وتقديم محبته على سائر المحاب كثيرة جداً.

قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ


١ التفسير ٣/٤٠، ٤١.
٢ المواهب الربانية /٢٨.
٣ المواهب الربانية /٢٨، وما بعدها، وانظر بهجة القلوب الأبرار /٢٤٩.
٤ سورة الأعراف/ الآية ٤٠.
٥ التفسير ٣/٤٠.

<<  <   >  >>