للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} ١.

وقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ٢.

وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار"٣.

وفيهما عنه رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "متى الساعة؟ فقال "ما أعددت لها"؟ قال ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت مع من أحببت"٤.

وقد تناول ابن سعدي هذا النوع من العبادة وبين أهميته وشدة الحاجة إليه وبين معناه، وأنواعه وما يتعلق به.

قال في بيان أهميته: "أصل التوحيد وروحه وإخلاص المحبة لله وحده وهي أصل التأله والتعبد، بل هي حقيقة العبادة، ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه، وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعاً لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه"٥.

وقال " العبادة روحها وحقيقتها الحب والخضوع لله، فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة، فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها"٦.

وقال عند تفسيره لقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ....} ٧ الآية: "وهذه الآية الكريمة أعظم دليل على وجوب محبة الله ورسوله وعلى تقديمها على محبة كل شيء"٨


١ سورة التوبة/ الآية ٢٤.
٢ سورة آل عمران/ الآية ٣١.
٣ البخاري ١/٩، ومسلم ١/٦٦.
٤ البخاري ٧/١١٣، ومسلم ٤/٢٠٣٢.
٥ القول السديد /١١٠.
٦ الحق الواضح المبين /٥٩، ٦٠.
٧ سورة التوبة/ الآية ٢٤.
٨ التفسير ٣/٣١٤.

<<  <   >  >>