للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كلامه في معنى محبة الله:

قال رحمه الله عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} ١.

"وهذه الآية هي الميزان التي يعرف بها من أحب الله حقيقة، ومن ادعى ذلك دعوى مجردة.

فعلامة محبة الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعل متابعته وجميع ما يدعو إليه، طريقاً إلى محبته ورضوانه.

فلا تنال محبة الله ورضوانه وثوابه إلا بتصديق ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة وامتثال أمرهما واجتناب نهيهما"٢.

وقال: "ومن لوازم محبة العبد لربه، أنه لا بد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً، وفي أقواله وأعماله وجميع أحواله"٣.

والمقصود أن مجرد الادعاء لا يكفي بل لا بد من المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ويظهر ذلك ويتبين فيما إذا عرض للإنسان أمران أحدهما يحبه الله ورسوله وليس لنفسه فيه هوى، والآخر تحبه نفسه وتشتهيه ولكنه يفوت عليه محبوباً لله ورسوله، وينقصه، فإن قدم ما يحبه الله ورسوله صار صادقاً في دعواه، وإن قدم ما تحبه نفسه وتهواه على ما يحبه الله دل ذلك على أنه ظالم تارك لما يجب عليه"٤.

تقسيمه للمحبة:

قسم الشيخ ابن سعدي المحبة إلى أربعة أقسام فقال:

"واعلم أن أنواع المحبة ثلاثة أقسام:

الأول: محبة الله التي هي أصل الإيمان والتوحيد.

الثاني: المحبة في الله وهي محبة أنبياء الله ورسله وأتباعهم، ومحبة ما يحبه الله من الأعمال والأزمنة والأمكنة وغيرها، وهذه تابعة لمحبة الله ومكملة لها.

الثالث: محبة مع الله وهي محبة المشركين لآلهتهم وأندادهم من شجر، وملك وغيرها وهي أصل الشرك وأساسه.


١ سورة آل عمران/ الآية ٣١.
٢ التفسير ١/٣٧٤.
٣ التفسير ٢/٢٠٧.
٤ التفسير ٣/٣١٤.

<<  <   >  >>