للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكر رحمه الله جملة من الفوائد تحصل لمن آمن باليوم الآخر وأهواله وما يكون فيه من نعيم وعذاب.

فقال: "وفي العلم بذلك فوائد كثيرة:

منها: أن الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان الستة التي لا يصح الإيمان بدونها، وكلما ازدادت معرفته بتفاصيله ازداد إيمان العبد به.

ومنها: أن معرفة ذلك حقيقة المعرفة يفتح للإنسان باب الخوف والرجاء اللذين إن خلا القلب منهما خرب كل الخراب، وإن عمر بهما أوجب له الخوف والانكفاف عن المعاصي، والرجاء تيسير الطاعة وتسهيلها، ولا يتم ذلك إلا بمعرفة تفاصيل الأمور التي يخاف منها وتحذر. كأهوال القبر وشدته وأهوال الموقف وصفات النار المفظعة، وبمعرفة تفاصيل الجنة وما فيها من النعيم المقيم والحبرة والسرور ونعيم القلب والروح والبدن فيحدث بسبب ذلك الاشتياق الداعي للاجتهاد في السعي للمحبوب والمطلوب بكل ما يقدر عليه.

ومنها: أن يعرف بذلك فضل الله وعدله في المجازاة على الأعمال الصالحة والسيئة الموجب لكمال حمده والثناء عليه بما هو أهله.

وعلى قدر علم العبد بتفاصيل الثواب والعقاب يعرف بذلك فضل الله وعدله وحكمته"١.

وقال في موضع آخر: "إن الإيمان بالبعث والجزاء أصل صلاح القلوب، وأصل الرغبة في الخير والرهبة من الشر اللذين هما أساس الخيرات"٢.

وهذا ما يتعلق بحديثه عن الإيمان باليوم الآخر من حيث الجملة، وأما تفاصيله ذلك فسنتناوله في الخمسة المباحث الآتية.


١ التفسير ١/٢٨، ٢٩.
٢ التفسير ١/٣٦٠.

<<  <   >  >>