للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الثالث: الإيمان بالنفخ في الصور.

الرابع: الإيمان باليوم الآخر بعد البعث.

وقبل الشروع في هذه المباحث على وجه التفصيل، يجدر التنبيه على اهتمام السعدي بهذا الموضوع.

حيث إنه رحمه الله تناول الحديث عن الإيمان باليوم الآخر جملة وتفصيلاً فتحدث بالجملة عن أهمية ووجوب الإيمان به، وما يترتب على الإيمان به من فوائد عديدة في الدنيا والآخرة.

فقال ـ رحمه الله ـ في بيان أهميته ووجوب الإيمان به جملة وتفصيلاً، وأن ذلك أحد أركان الإيمان:

"......من أصول الإيمان: الإيمانُ باليوم الآخر، وهو الإيمان بكل ما أخبر الله ورسوله به بعد الموت من فتنة القبر ونعيمه وعذابه وأحوال يوم القيامة وما يكون فيه ومن صفات الجنة والنار وصفات أهليهما، فالإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بذلك جملة وتفصيلاً"١.

وبين رحمه الله أن الإيمان باليوم الآخر من الإيمان بالغيب الذي أثنى الله على المؤمنين به. وأخبر عن سعادتهم وفلاحهم واستحقاقهم النعيم المقيم.

فقال: "ومن أنواع الإيمان بالغيب الإيمان باليوم الآخر وما وعد الله العباد من الجزاء، فدخل في هذا الإيمان بجميع ما يكون بعد الموت من فتنة القبر وأهواله، ومن صفات النار وأهلها وما أعد الله لهم فيها، ومن صفات الجنة وأهلها وما أعد الله فيها لأهلها فيفهمها فهماً صحيحاً مأخوذاً من الكتاب ودلالته ومن السنة الصحيحة ودلالتها، فبحسب ما يصل إلى العبد من نصوص الكتاب والسنة في هذا الباب وفهمها على وجهها يكون إيمان العبد بالغيب ... "٢.

وفي كلامه هذا إشارة إلى أهمية الاعتناء بهذا الموضوع على نحو ما ورد في الكتاب والسنة من تفاصيل لذلك ـ وأنه كلما ازداد الإنسان فهماً لتفاصيل هذا الموضوع زاد إيمانه بالغيب.


١ الخلاصة /٢٦، وانظر الفتاوى السعدية /١٦، وسؤال وجواب /١٥، وغيرها.
٢ المواهب الربانية /٦٦.

<<  <   >  >>