وغيرها من الآيات القرآنية المقررة للمعاد والنشور، وبالأساليب المتعددة والطرق المتنوعة.
وقد قعَّد ابن سعدي في كتابه القواعد الحسان قاعدة ذكر تحتها جملة من هذه الأساليب المتنوعة في تقرير المعاد. وهي "القاعدة الثامنة" طريقة القرآن في تقرير المعاد" بين تحت هذه القاعدة أن المعاد أحد الأصول المتفق عليها بين الرسل والشرائع كالتوحيد والنبوات.
ثم قال: "وهذا قد أكثر الله من ذكره في كتابه الكريم. وقرره بطريق متنوعة:
منها: إخباره وهو أصدق القائلين عنه وعما يكون فيه من الجزاء الأوفى، مع إكثار الله من ذكره، فقد أقسم عليه في ثلاثة مواضع من كتابه، كقوله {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ١.
ومنها: الإخبار بكمال قدرة الله تعالى، ونفوذ مشيئته، وأنه لا يعجزه شيء، فإعادة العباد بعد موتهم فرد من أفراد آثار قدرته.
ومنها: إحياؤه الأرض الهامدة الميتة، بعد موتها، وأن الذي أحياها سيحيى الموتى، وقرر ذلك بقدرته على ما هو أكبر من ذلك وهو خلق السموات والأرض والمخلوقات العظيمة، فمتى أثبت المفكرون ذلك ولن يقدروا على إنكاره، فلأي شيء يستبعدون إحياء الموتى.
وقرر ذلك بسعة علمه وكمال حكمته، وأنه لا يليق به، ولا يحسن أن يترك خلقه سدى مهملين لا يؤمرون ولا ينهون، ولا يثابون ولا يعاقبون وهذا الطريق قرر به النبوة وأمر المعاد.
ومما قرر به البعث ومجازاة المحسنين بإحسانهم، والمسيئين بإساءتهم ما أخبر به من أيامه وسننه سبحانه في الأمم الماضية والقرون الغابرة، وكيف نجى الأنبياء وأتباعهم، وأهلك المكذبين لهم والمنكرين للبعث، ونوع عليهم العقوبات وأحل بهم المثلات، فهذا جزاء معجل ونموذج من جزاء الآخرة أراه الله عباده، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.