للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ب ـ ثناؤه الدائم عليهما وعلى مؤلفاتهما في كتبه:

قال رحمه الله في كتابه طريق الوصول: "إن كتب الإمام الكبير شيخ الإسلام والمسلمين: تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، قدس الله روحه، جمعت فأوعت: جميع الفنون النافعة والعلوم الصحيحة، وجمعت علم الأصول والفروع وعلوم النقل والعقل، وعلوم الأخلاق والآداب الظاهرة والباطنة، وجمعت بين المقاصد والوسائل، وبين المسائل والدلائل، وبين الأحكام وبين حكمها وأسرارها، وبين تقرير المذهب الحق، والرد على جميع المطبلين، وامتازت على جميع الكتب المصنفة بغزارة علمها وكثرته وقوته، وجودته وتحقيقه، بحيث يجزم من له اطلاع عليها وعلى غيرها أنها لا يوجد لها نظير يساويها أو يقاربها"١.

وقال في الكتاب نفسه: "وقد سلك شمس الدين ابن قيم الجوزية مسلك شيخه، بالتحقيق للعلوم الأصولية والفروعية والظاهرة والباطنة. وكان أعظم من انتفع بشيخ الإسلام، وأقومهم بعلومه وأوسعهم في العلوم النقلية والعقلية"٢.

وقال في المواهب الربانية: "....ولا يخفى لطف الباري في وجود شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في أثناء قرون هذه الأمة، وتبيين الله به وبتلامذته من الخير الكثير والعلم الغزير، وجهاد أهل البدع، والتعطيل والكفر، ثم انتشار كتبه في هذه الأوقات، فلا شك أن هذا من لطف الله لمن انتفع بها، وأنه يتوقف خير كثير على وجودها فلله الحمد والمنة والفضل"٣.

وللشيخ ابن سعدي قصيدة نونية تتكون من ثلاثين بيتاً نظمها في مدح شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومؤلفاتهما منها:

يا طالبا لعلوم الشرع مجتهدا

يبغي انكشاف الحق والعرفان

احرص على كتب الإمامين اللذيـ

ـن هما المحك لهذه الأزمان

العالمين العاملين الحافظيـ

ـن المعرضين عن الحطام الفاني

عاشا زمانا داعيين إلى الهدى

من زائغ ومقلد حيران

أعني به شيخ الورى وإمامهم

يعزي إلى تيمية الحران

والآخر المدعو بابن القيم


بحر العلوم العالم الرباني١ طريق الوصول/٣.
٢ المصدر السابق/٣٠٣ بتصرف.
٣ المواهب الربانية/٧٣.

<<  <   >  >>