فهما اللذان قد أودعا في كتبهم
غرر العلوم كثيرة الألوان
فيها الفوائد والمسائل جمعت
من كل فاكهة بها زوجان
إن رمت معرفة الإله وماله
من وصفه وكماله الرباني
أو رمت تفسير الكتاب وما حوى
من كثرة الأسرار والتبيان
أو رمت معرفة الرسول حقيقة
وجلالة المبعوث بالفرقان
أو رمت فقه الدين مرتبطاً به
أصل الدليل أدلة الإتقان
أو رمت معرفة القصائد كلها
للمبطلين وردها ببيان
أو رمت معرفة الفنون جميعها
من نحوها والطب للأبدان
تلق الجميع مقرراً وموضحا
قد بيناها أحسن التبيان١
إلى آخر هذه القصيدة، وهي دقيقة في وصف هذين العالمين وغزارة علمهما وتنوعه.
جـ ـ تأثره بهما في أسلوبه في الكتابة وفي تقريره للمسائل، وتأصيله للقواعد، وردوده على المنحرفين، وكثرة نقله واقتباسه من أقوالهما كما سيظهر جلياً عند عرض جهوده في العقيدة، إذ سيتبين للقارئ أن معظم كلامه في الرد على المخالفين أو في تأصيل القواعد مستفاد من كلام شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم، وذلك لشدة عناية الشيخ بمؤلفتهما القيمة النافعة.
د ـ عنايته بالتأليف حول كتب شيخ الإسلام، وكتب تلميذه ابن القيم فله عدة مؤلفات تدور حول كتب هذين العالمين إما شرحاً وتوضيحاً أو نثراً أو تلخيصاً، منها:
١ـ كتاب توضيح الكافية الشافية، نثر فيه نونية ابن القيم.
٢ـ الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية، وهو أيضا حول نونية ابن القيم حيث شرح الأبيات المتعلقة بتوحيد الأنبياء والمرسلين من النونية.
٣ـ الدرة البهية في شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية وكما يظهر من عنوانه فهو شرح لتائية ابن تيمية في الرد على القدرية.
٤ ـ التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنفية علق فيه على العقيدة الواسطية لابن تيمية.
٥ ـ طريق الوصول إلى المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول، وهذا الكتاب
١ الفتاوى السعدية/٦٧٣، ٦٧٤، ٦٧٥.