للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مسيرة شهر وزواياه سواء، وماؤه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبداً"١.

وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما آنية الحوض؟ قال: "والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها ألا في الليلة المظلمة المصحية. آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منه لم يظمأ عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيله ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل"٢.

يقول ابن سعدي: "وفي عرصات القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل آنيته عدد نجوم السماء طوله شهر وعرضه شهر من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً"٣.

ويقول أيضاً معدداً ما يناله المؤمنون يوم القيامة من الخير العظيم "....كما يردون في عرصات القيامة حوض نبيهم فيشربون منه شربة هنيئة لا يظمؤون بعدها"٤.

كلامه في الصراط:

الصراط جسر ينصب على متن جهنم ليعبر الناس من فوقه إلى الجنة، فمنهم من يتمكن من العبور بسرعة، ومنهم من لا يعبر إلا ببطأ، ومنهم من لا يتمكن من العبور فيسقط في جهنم.

وقد ورد في ذكر الصراط وصفته وصفة المرور عليه أحاديث كثيرة:

منها: حديث الشفاعة الطويل المتفق على صحته وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "....ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان؟ قالوا نعم يا رسول الله. قال فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله عز وجل وتخطف الناس بأعمالهم فمنهم الموقن بعمله والموثق بعمله ومنهم المخردل أو المجازى أو نحوه"٥ الحديث.


١ أخرجه مسلم ٤/١٧٩٣.
٢ أخرجه مسلم ٤/١٧٩٨.
٣ التنبيهات اللطيفة /٤١.
٤ الخلاصة /٢٧.
٥ البخاري ٨/١٧٩، ومسلم ١/١٦٣، وأخرجه أحمد ٣/١١، ومن حديث أبي هريرة.

<<  <   >  >>