للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أبكارها، طريقها يسير على من يسره الله عليه، وهو امتثال الأوامر واجتناب النواهي والتوبة والإنابة إليه"١.

كلامه في الرؤية:

وأما أعظم نعيم يناله المؤمنون في الجنة فهو رؤية الله عز وجل والتمتع بالنظر إلى وجهه الكريم.

قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} ٢.

وقال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} ٣.

وقال تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} ٤.

والمراد بالمزيد والزيادة هنا، رؤية الله عز وجل في الجنة، قال ابن كثير في تفسيره:

"وقد رُوي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم عن أبي بكر الصديق، وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الرحمن بن سابط ومجاهد وعكرمة وعامر بن سعد وعطاء بن والضحاك والحسن وقتادة والسدي ومحمد بن إسحاق وغيرهم من السلف والخلف، وقد وردت فيه أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم"٥.

ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} وقال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى منادٍ يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا؟ ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجنا من النار؟ قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم"٦.

قال ابن سعدي: "......إن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة في الجنة ويتلذذون بالنظر إليه أعظم من سائر اللذات ويبتهجون بخطابه ويفرحون بقربه كما ذكر الله ذلك في عدة آيات من القرآن وتواتر فيه النقل عن رسول الله"٧.


١ الفواكه الشهية /٥٠.
٢ سورة القمر/ الآيتان ٥٤، ٥٥.
٣ سورة يونس/ الآية ٢٦.
٤ سورة ق/ الآية ٣٥.
٥ تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٤١٤.
٦ أحمد ٤/٣٣٢، وابن ماجه ١/٦٧، وصححه الألباني. انظر صحيح الجامع ١/٢٠٢.
٧ التفسير ٧/٥٩٠.

<<  <   >  >>