وفي الحقيقة إن الشيخ ابن سعدي يعد شخصية علمية بارزة، جديرة بالاهتمام من الباحثين، فقد أدى رحمه الله دوراً كبيراً في خدمة هذا الدين ونصرته، عن طريق المواعظ والخطب والدروس العلمية والمؤلفات النافعة وغير ذلك، فقد جلس للتدريس والتعليم أكثر من المؤلفات العلمية القيمة النافعة ما يربو على أربعين مؤلفاً تناول فيها العقيدة والتفسير والحديث والفقه والأصول وغير ذلك، ومؤلفاته جميعها تمتاز بسهولة العبارة، وقرب المأخذ، والبعد عن التكليف وهي جديرة بالعناية من طلبة العلم.
وقد كان رحمه الله في حياته متصفاً بجملة من الصفات الكريمة، فكان متواضعاً كريماً بشوشاً، عطوفاً على الفقراء مساعداً لهم، محباً للخير مقدماً عليه، وكان محل إعجاب الناس وثنائهم، فلا يذكر إلا بكل خير ولا يوصف إلا بكل حميد، وكان محل ثناء العلماء، فحمدوا فيه سعة علمه وحسن خلقه، فرحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.
هذا والله الكريم أسأل أن أكون قد وفقت فيما أردت بيانه في هذه الرسالة، وأن يقيل عثراتي ويجنبني الزلل، فهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.