على الله والآخر المستعين بالله، فيدور بينهما حوار في المسائل الخلافية وكل واحد منهما يذكر الدليل على قوله، حتى يظهر في آخر المناظرة رجحان قول أحدهما لقوة أدلته، وهكذا في سائر المسائل الخلافية.
وقد سلك الشيخ ابن سعدي هذه الطريقة في هذا الكتاب لما يرى فيها من فوائد عظيمة ذكر جملة منها في مقدمة كتابه فقال:
"وأجعلها على صورة المناظرة بين: المستعين بالله؛ والمتوكل على الله، لأن في جعلها على هذه الصورة فوائد كثيرة:
منها: تيسير مأخذ القولين ووجودهما في محل واحد وذلك من مقربات العلم.
ومنها: التمرن على المناظرة والمباحثة، التي هي من أكبر الوسائل لإدراك العلم وثبوته وتنوعه.
ومنها: التمرن على الاستدلال، والرجوع إلى أصول المسائل ليصير للعبد ملكة تامة يحسن معها الاستدلال والمناظرة والنظر.
ومنها: أن يعود الإنسان نفسه سرعة قبول الحق إذا اتضح له صوابه وبان له رجحانه.
ومنها: أن يعلم أن الخلاف في مثل هذه المسائل بين أهل العلم لا يوجب القدح والعيب والذم".
وفرغ من تأليفه في ٨ جمادى الآخرة سنة ١٣٦٤هـ.
٣٩ ـ منظومة في أحكام الفقه.
وهي منظومة طويلة تتكون من أكثر من أربعمائة بيت، نظمها الشيخ ابن سعدي على مذهب الإمام أحمد بن حبنل رحمه الله قال في مطلعها:
"وهذه منظومة قصدي بها
تيسير أحكام قد اعتنوا بها
في فقه أحكام تفيد المبتدي
من كتب أصحاب الإمام أحمد"
ونظم الشيخ ابن سعدي هذه المنظومة وهو في السادسة والعشرين من عمره، وفرغ منها في ٢٦ شوال سنة ١٣٣٣هـ.
٤٠ـ منظومة في السير إلى الله والدار الآخرة.
وهي منظومة تتكون من ثمانية عشر بيتاً في الحث على عبادة الله ومحبته والإنابة إليه، وفي الحث على سلوك الطريق الموصل إلى دار السلام. وله تعليق على هذه المنظومة طبع معها، وفرغ منها في ٣ شعبان سنة ١٣٣٣هـ.