للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثقلين وبقيت بقاء العصرين، ولزوم الحجة بها في أي وقت منذ وجودها إلى يوم القيامة" (١) .

١. وأبرز ما يلفت النظر ويستدعي الإنصاف أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يكتب ولا يقرأ وكذلك كان معروفا من حاله أنه لم يكن يعرف شيئا من كتب المتقدمين وأقاصيصهم وأنبائهم وسيرهم، ثم أتى بجملة ما وقع وحدث من عظيمان الأمور ومهمات السير من حين خلق آدم عليه السلام، إلى حين مبعثه.

٢. إن القرآن يتضمن الإخبار عن الغيب، وذلك مما لا يقدر عليه البشر، ولا سبيل لهم إليه (٢) .

٣. إنه بديع النظم، عجيب التأليف، متناه في البلاغة إلى الحد الذي عجز الخلق عنه، ويقول في ذلك عز وجل: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا} (٣) .

فالقرآن الكريم معجز في تاريخه دون سائر الكتب معجز في أثره الإنساني، معجز كذلك في حقائقه إلى يوم القيامة وفي هذا يقول الإيجي: " لا يجد الباطل إليه سبيلا.. ولا يتطرق إليه نسخ.. أي لا ينتهي حكمه بعد زمانه عليه السلام وذلك لانقطاع الوحي وتقرر أحكامه إلى يوم القيامة، ولا تحريف في أصله) (٤) .

فابن عبد الوهاب تستدل ويؤكد نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من معجزة نزول القرآن الكريم قرآنا يتلى عجز الخلائق عن الإتيان بمقله ولا بآية منه نثبت به


(١) المرجع السابق ص١٠
(٢) المرجع السابق ـ ص٤٨، مصطفى صادق الرافعي ـ أعجاز القرآن والبلاغة النبوية ص٧.ص١٧٥
(٣) الاسراء:٨٨
(٤) عضد الدين الإيجي ـ المواقف ـ ط١ ص٢١، مصطفى صادق الرافعي ـ إعجاز القران والبلاغة النبوية ـ ١٧٥ وكذلك عبد الكريم الخطيب ـ اعجاز القرآن ـ ص١٧٤ ط. أولى

<<  <   >  >>