للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عجز الخلق أمام الخالق وما زال هذا الإعجاز يتجلى كل يوم وسيظل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها لتتم به حجة الله على عباده منذ دعهم وتحداهم به، فيقول (وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، وأنه تكلم به حقيقة وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده) (١) .

وفي موضع آخر يقول (وأومن بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، ولا يصلح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته) (٢) .

ويستنبط بن عبد الوهاب من سور القرآن الكريم على ثبوت نبوته صىل الله عليه وسلم مثال سورة المسد (٣) ، والعلق (٤) ، وفي سورة القصص في تفسيره {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .

يستخلص ابن عبد الوهاب منها:

١. التنبيه على جلالة القرآن وعظمته وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم الأمي بأخبار السابقين.

٢. التنبيه على وضوح القرآن " الحق".

٣. فيه علامة من علامات نبي الاسلام عليه السلام.

فابن عبد الوهاب يؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأن معجزة القرآن ونزوله خص بها النبي الأمين وأن القرآن الكريم كلام الله منزل غير مخلوق، وأنه أعجز الخلائق عن الإتيان بمثله ولا بآية منه وأنه يؤمن بأن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأنه أعلى مراتب البشر، أقر بهذه الحقائق جميعا في إطار الشرع ومنهج السلف دون إخلال يؤدي إلى بدعة من البدع التي انتشرت في عهده وخاض معارك فكرية وحربية ضارية للقضاء عليها.


(١) الدرر السنية ـ كتاب العقائد جـ ١ ص٢٨
(٢) المرجع السابق ص٢٩
(٣) ابن غنام ـ تاريخ نجد ص٦٧٧
(٤) المرجع السابق ص٦٦٧

<<  <   >  >>