للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمور كفر ولو عمل بكل ما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر؟ ". (١)

نخلص مما تقدم من النصوص الواردة في مؤلفات ابن عبد الوهاب إلى أن التوحيد الذي جاء به الرسل والأنبياء هو إخلاص الدين كله لله وعبادته وحده لا شريك له في جميع أنواع العبادة التي أمر بها الإسلام.

(١) ـ إن دعوة ابن عبد الوهاب في التوحيد أساسها الشرع وميزانه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقدم على هذه الدعوة أي شيء آخر مهما بدا عظيما.

(٢) ـ لا يجوز دعوة الصالحين وأن نعلم جيدا أنهم على صلاحهم أنهم ليس لهم من الأمر شيء ويقول في ذلك:" وأن لا يتخذوا مع الله إلهاً آخر ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين والحجر والشجر...." (٢)

ثم يستطرد بأن هذا الكلام أي تجريد التوحيد من كل شائبة فيقول:

"وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى بكلام يفهمه أبلد العامة". (٣)

وتلك حجة على من يشرك في عبادته أحداً، أو يتعلل بعدم الفهم،

(٣) قول: (لا إله إلا الله) إبطال للوسائط.

ثانيا ـ الإخلاص:

أما الإخلاص: فحقيقته أن يخلص العبد لله في أقواله، وأفعاله وارادته ونيته وهذه هي ملة إبراهيم عليه السلام وقد ورد في الكتاب والسنة وإجماع الأمة على اشتراط الإخلاص للأعمال والأقوال الدينية وأن الله لا يقبل منها إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه ولهذا كان السلف الصالح يجتهدون غاية


(١) مجموعة التوحيد ـ ٢٢٨
(٢) الدرر السنية جـ ١ ص٩٨.
(٣) المرجع السابق.

<<  <   >  >>